أطلق الفنان برونو طبال والفنانة سينتيا كرم بصوتهما ترنيمة بمناسبة عيد الميلاد المجيد "The First Noel"، وذلك في 12 كانون الأول الماضي، قدم الثنائي إلى الأمن العام، طلب سماح ببث الترنيمة، ولم يأتِ الجواب فوراً، ما جعل قنوات التلفزة تعرض الترنيمة قبل الحصول على الاذن، لأنها ترنيمة روحية، ليس فيها مس بالدين أو بالسياسة.


وبعد 10 أيام، إتضح أن برونو وسينتيا لم يحصلا على إذن بعرض الترنيمة، فجاء الرد بمنع بث الترنيمة بسبب مرور عبارة "The King Of Israel is Born" التي تعني "ولد ملك اسرائيل"، أو "ملك اليهود"، أما بالعبرية فتعني "صارع الرب"، إنما المقصود فيها هو "ابن الله"، وكلمة اسرائيل تعني "المستقمون عند الله"، وطلب منهما الأمن العام تعديل هذه العبارة، حتى لا تتم إساءة فهمها، تحت طائلة عدم الحصول على الإذن اللازم.
تجدر الاشارة الى أن هذه العبارة شكلت إشكالية قبل القضية الفلسطينية والأزمات السياسة، ولا يمكن أن يكون لها أي صلة بسياسة اليوم.
"The First Noel" هي أنشودة ميلادية تقليدية إنكليزية تعود إلى لقرون الوسطى، وقد دُوّنت لأول مرّة عام ١٨٢٣، وأداها عدد من المشاهير العالميين، كما عرضت على محطات لبنانية، وفي العديد من الكنائس، وكان قد أداها برونو بصوته، بحضور غبطة البطريرك مار بشارة الراعي، عام 2018.
وكان برونو برر هذه العبارة، على صفحته الخاصة، مستعيناً بآيات من القرآن ومن الإنجيل، تؤكد إستخدامها، فإذا توجهنا إلى الكتب المقدسة، وخصوصاً العهد القديم، نلاحظ أن العبارة إستعملت كثيراً، على سبيل المثال: "قُمِ انْزِلْ لِلِقَاءِ أَحآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ. هُوَذَا هُوَ فِي كَرْمِ نَابُوتَ الَّذِي نَزَلَ إِلَيْهِ لِيَرِثَهُ." (1 مل 21: 18)، أما في العهد الجديد: "لينزل الآن هذا المسيح ملك إسرائيل عن الصليب لنرى ونؤمن!" (مر 15: 32)، وفي القرآن الكريم: "وأتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني اسرائيل ألّا تتخذون من دوني وكيلاً".
موقع "الفن" تواصل مع الفنان برونو طبال، لمتابعة مستجدات قرار الرقابة، فأكد لنا أن لا تطورات بشأن موضوع الرقابة، بعد الرسالة التي وجهها على صفحته الخاصة، وذكر أن قناة الـLBCI إستنكرت ما حدث، وإستُفِزَت، فعرضت تقريراً خاصاً عن الأغنية في بداية نشرة الأخبار، وقررت الإستمرار بعرض الأغنية من دون إذن الرقابة، وعلم برونو من خلال التحقيق الذي أجرته صحيفة "L'Orient-Le Jour"، أن كل الجهات حاولت التهرب من الجواب، فرئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبده أبو قاسم، قال: "المقطع وصلنا من الأمن العام بالسؤال الآتي: "هل تعبير ملك إسرائيل حاضر في الإنجيل وهل تستخدمونه؟ أجبته على النحو الآتي: "هذا التعبير موجود بشكل خاص في العهد القديم. من جانبنا، نفضل استخدام تعبيرات أخرى، مثل ابن الله، والتي هي أكثر عمومية من ملك إسرائيل، لأننا نعتبر أن يسوع جاء من أجل العالم كله".
مصدر من الأمن العام دافع عن نفسه ضد أي هجوم على الحريات، مؤكداً: "كل ما طلبناه هو تعديل تعبير يمكن أن يساء فهمه من قبل جزء من الجمهور في بلد ما، حيث كل شيء مثير للجدل"، من دون الإجابة عن السؤال المتعلق بملاءمة مثل هذا الطلب في حال الأغنية التقليدية القديمة.
برونو قال إن علاقة وطيدة تربطه مع الجسم الرقابي، وإنما شخصياً هو ضد الرقابة بالمجمل، في عصر يمكن للفرد الحصول على كل شيء بلحظة، فلا دور لها، كما أكد أنه رغم النجاحات التي حققتها الترنيمة على يوتيوب، هو مصر على عرضها على شاشات التلفزة، وقال عن قرار الرقابة: "هذا قرار غير عادل، وغير مقبول، نحن لسنا هنا لمحاربة أحد، هذا قرار خاطئ، وسأستمر بالمكافحة بكل الطرق القانونية، وسآخذ حقي حتى ولو بعد 10 سنوات، فهذا الموضوع قد يبدو سخيفاً للبعض، إنما هو مهم، ومن حيث القانون يجب أن يُعرض هذا الفيديو، وطالما أن القانون إلى جانبي، سأستمر بالمطالبة بحقي، حتى أنن أحاول أن أتواصل مع البطريرك، لأسأله إن كان يقبل بقرار الرقابة.
وأكد برونو أنه يحترم غيره، ويراعي شعور مجتمعه، ويتخذ قراراته بتأنٍ، وكان يتوقع أن يتلقى تعليقات على العبارة من البعض، إنما المفاجأة كانت أنه لم يتلقَ أي تعليق سيئ على الأغنية، مشدداً على أن العالم أجمع على علم بهذه الترنيمة ومعانيها.
أما عن الدعم من الفنانين والممثلين، فأكد برونو أنه تلقى مساندات عديدة من قبل بعض الوسائل الإعلام، أما بما يتعلق بالمشاهير، فذكر الممثل يوسف الخال الذي كتب على صفحته الخاصة: "كل شي بيعملوه برونو و سينتيا سوا بياخد العقل"، بالإضافة إلى زملاء برونو من ستار أكاديمي، الصحفية والخبيرة في الشؤون الثقافية لين طحيني، الصحافية راشيل كرم، الرئيس السابق في قسم الرقابة الجنرال جوزيف عباد، والعديد غيرهم.